المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٩

أرض الشتاء، أم أرض الفناء؟

"لا شيء يؤنس وحشتي هذه إلا قراءة قصص الڤايكنق. ليس لأجل شجاعتهم، أو بسالتهم على أراضي المعارك... بل لأنهم يكادون يصفون حالنا عندما يتحدثون عن تلك الديار المجهولة المملوءة بالخيرات، تلك الديار التي لا جوع فيها ولا عطش... تخيل معي الآتي:  نحن في جزر شاحبة، أعداؤنا هم أنفسنا، والأرض والسماء؛ بمعنى آخر: كل شيء حولنا. نسمع قصصا تحيرنا... عن أرض اكتنفت بالغابات المزدهرة، غابات ليست كغاباتنا الموحشة،التي كل ما فيها يريد قتلك، حتى الهواء! وعن أنهار جارية لا يجمدها الشتاء، وأراضٍ خصباء ترحب بالبذور كترحيب الڤالكيريز بشداء المعارك. لكن سرعان ما تسأل: أين تلك الأرض؟ فيرد القصَّاص مؤشرا إلى المحيط: هناك، بعد هذا المحيط. فتعود إلى الواقع، وعيناك محدقتان في أفق المحيط اللا نهائي... الواقع المرير، حياتنا ليست إلا تجهيزا للشتاء القارص، ثم نضال للعيش إلى آخره... حلقة مفرغة. تسأل: لماذا أعيش هنا؟ لماذا لا أخوض غمار ذلك البحر باحثا عن أرض الفناء التي فنت فيها المتاعب. فتأتيك الإجابة من جنس السؤال: الأمل. نعم! الأمل! فالأمل اللعين هو الذي يسحبنا تارة تجاه ذلك الحلم، وتارة تجاه هذا الواقع.