المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

فصول الحرب: عندما يجود الصمت بالجواب

معركة الجندي لا تنتهي بإنتهاء الحرب عادة... نحن لا نغادر منازلنا لأيام أو أسابيع، نحن نغادر لأشهر... أو في حالتي أنا لسنين... غادرت المنزل قبل أربع سنوات، و لازلت أتذكر تلك اللحظات بوضوح تام، طبعا لا أذكر كل شيء، و لكن أذكر "وداعي" لوالداي بدقة شديدة... أمي كانت معارضة لذلك لآخر لحظة... أمي امرأة حنونة جدا، و تحبني كثيرا، و لكن حبها و حنانها منعني من جزء كبير من الحياة... خاصة بما اني الابن الوحيد... أما أبي فهو رجل نبيل و حازم، و لكن حزمه يذوب عند وجود أمي... (أتساءل كثيرا عما جمعهما...) أبي دائما ما يوافق آراء أمي، حتى في رفضها لي من المضي في حياتي... كنت في الثامنة عشر، و لك أرى من هذه الدنيا إلا قريتنا الصغيرة، و البلدة المجاورة، بينما نحن في البلدة نتسوق و إذا بضابط من الجيش ينادي معلنا عن فرصة للإلتحاق بالجيش، بشروط كلها متوفرة فيّ، و براتب شهري مجزي، يعادل دخل ثلاث أسر أو أكثر من القرية! فرصة ذهبية، و بها سأخرج أخيرا إلى العالم! و لكن أبي لاحظ بريق عينيّ و شد الإمساك على يدي و قال: "بني... ليس كل ما نظنه بابًا للحرية هو كذلك..." و في تلك الليلة أعلنت عن