في الساعة الثالثة والثانية والثلاثين دقيقة صباحًا
في الساعة الثالثة والثانية والثلاثين دقيقة صباحًا بوح أدبي، قد يغلب فيه البوح فتصدق أحداثه، وقد يغلب فيه الأدب فترسم خيالاته، فلا تسل عن صدقه بل اطلب مشاعره فهي غاية الأدباء ومنتهى كل حال ومآل. ولعل الكاتب كتب ما يكتب استشفاء فلا تستغرب منه إطالة مكتوبه ونثر همومه. ... وحشة المرء تحثه لاقتفاء آثار ما يألف، ألا ترى السقيم يستشفي بتراب وطنه، وليس قول الشاعر: (وَلَا بُدَّ فِي أَسْفَارِنَا مِنْ قَبِيصَةٍ مِنَ التُّرْبِ نُسْقَاهَا لِحُبِّ الْمَوَالِدِ) عن قولنا ببعيد. ومع وحشة ضارية - سببها مسطور آخر المكتوب - كالوحوش استحثتني لاقتفاء أثري باحثا عن أثري، وجدتني أقبلت على مرتع لي أيام الصبا والصبابة، حيث كانت الهموم مني سخيفة والآلام علي خفيفة، شواطئ العروس التي تشفي من يستشفي وتزيد من يستزيد. ظللت أتلمس البقاع، علني أقف على موطن الأنس والإمتاع، فما اهتديت إلى شيء! غريب عني هذا المكان، حاولت اقتفاء الأثر بالاسم عله يدلني على موطن الرسم، فإذا الأسماء أول ما غُيّر! وقفت مشدوهًا! ألا ليتني شاعرًا فأرثي حالي عند فقد الطلل، كما كان أجدادي يرثون قبلي الطلل! زمان يوحش، لا طلل أبكيه، و
تعليقات
إرسال تعليق