المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2025

دين الديموقراطية

كوّن العالم منذ استقرار صورته الأخيرة بعد الحرب العالمية الثانية سردية معينة أبرز رموزها الديموقراطية -التي وصفها أفلاطون بحكم السوق- المديعة للعدالة والمساواة والقيم الليبرالية. وتلبية لهذا الإله حديث النشأة أسست الجهات والهيئات والمعاهدات العامة، بل أسس القانون الدولي في آخر تحديثاته المعروفة اليوم، فارتسمت صورة يوتوبية تعد الجميع بحياة أفضل، تحديدا الأفضل الذي توصل إليه نبي العالم الأوحد؛ الغرب. بشّر هذا النبي مزعوم بهذا الدين الموضوع تحت راية الإله الحادث أجزاء العالم المتخلفة؛ أي تلك التي لم تصلها أنوار الديموقراطية بعد، وكانت صور التبشير متنوعة العنف، منها نزع السلاح لعالم أفضل، ومنها محاربة الأفكار الأصولية المتطرفة، ومنها تقويض التعليم الديني بتدخلات تمس السيادة، وغيرها من الممارسات التي تخالف الدين الجديد إلا أن الضرورات الديموقراطية تبيح الممنوعات القانونية. ثم كانت المفاجأة أن هذا الدين الجديد عنصري كليا لصالح الرجل الأبيض، وأن غيرها مهما سعى وتطور لن يكون إلا في درجة ثانية أو ثالثة أو حتى مهملة في عين هذا الدين، ورغم ذلك عليه قسرا الرضوخ له والتسليم لأمره ونهيه. مع مرور الس...