المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

أنت مقصود الوجود

كم حياة عشت؟ لدي صديق في العمل يحب أن يسمع الغرائب، لغرابتها، وبما أنني رجل كتب عليه قسرا قدر الغربة الفكرية فإن ما تفلت مني كان يشد انتباهه، فعلم أن عندي ما يشبع فضوله، رغم محاولتي ألا أبتذل الكلام لمجرد إرضاء فضول الناس ولكن للسان أحكامه. في أحد الأيام تبادلنا على عجالة أطراف حديث عابر، فإذا بي أنطق بأمر تعجب من علمي به، فقلت: قد علمت فيه في أحد حيواتي، توقف لوهلة ثم سأل: بهذا المعنى، كم حياة عشت؟ عددتها على عجل ثم أجبت: سبع حيوات. ... لو تحدثت عما عشته لما اتسعت له مقالة ولا مداد قلم، ولكنها ومضات. في أحد حيواتي السابقة كنت متيما بالأغاني الأجنبية، ولكن على عادتي في الإغراب لم أستحسن إلا النادر البديع، ما اجتمع فيه المعنى والمبنى، ومنها فرقة أحببته اسمها Sleeping at last وكسرا لعادة العرب أترجم الاسم إلى: الرقاد أخيرا، كانت لهم أغنية جمعت المحاسن اسمها: Saturn أي زحل، ولكوكب زحل دلالاته عند الشعوب والحضارات العتيقة، التي تتسق مع كلمات الأغنية. من تلك الدلالات النهاية والموت، الذي ما هو في الحقيقة إلا ذوبان المحدود في اللامحدود، فالعمر وهم محدود يجري في نهر ممتد إلى غير نهاية. في أسف...