المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٤

دازْيِن هايدقر

خذ الحكمة من أفواه المجانين، وأي جنون أشد من التشكيك في الوجود ومسلّماته! هذا التشكيك الذي أنتج أضرابًا من الفلسفة التي تتفاوت من تعالي أفلاطون ومنطقية أرسطو وشكّية ديفيد هيوم وتجريبية فرانسيس بيكون وهذيان الأحمق المغفل نيتشه ومراحل التيه والغفلة المعروفة بأطوار الحداثة وما بعدها من بنيوية وتفكيكية وغيرها، والآن وبعد استعراض معارفي الفلسفية الويكيبيدية لنلج في موضوعنا بكل انوجاد. الدازين هي حالة الوجود المفاجئ والمستمر في سياق ما لا قرار للمرء فيه، وهذا الفصل من الوجود هو ما قرر هايدقر أن يصب تركيزه عليه، ولا شك أن فيه من الفجوات ما فيه، إلا أن النظر في هذه الحالة من تلك الحيثية ينتج معارفًا يجدر بطالب الحكمة الوقوف عندها. ابتكر هايدجر لفظة دازين والتي ترجمها بعض أهل الصنعة الفلسفية إلى الانوجاد على تصريف انفعال، وهذا لا يتوافق مع فلسفته؛ ذلك أن الانفعال يفترض وجود فاعلٍ ومفعول به، بينما لفظة الدازين بترجماتها تركز على مسألة وعي الإنسان المتجدد بحالته الوجودية في سياقها، بعبارة أخرى حضور وعيه على الدوام. يرى عمو هايدقر أن جوهر الإنسان ناتج عن سياقه الوجودي، من قرارات وأحداث وموقع مكاني